سبق لنا أن تناولنا موضوع البحث العلمي، فقد عرفناه بأنه عبارة عن دراسة يتم إعدادها بشكل منهجي ومنظم، وقلنا بأن الهدف من هذه الدراسة هو إيجاد حلٍ لمشكلة معينة تواجه الباحث. فالباحث الذي يريد أن يكتب بحثاً علمياً يجب أن يسير في إعداده لبحثه على خطوات منهجية منظمة، بحيث يُعَيِّن المشكلة البحثية في البداية، ثم يحدد عنواناً مناسباً للبحث، ثم يقوم بصياغة واقتراح بعض الفروض أو الفرضيات التي يمكن حل المشكلة البحثية عن طريق فحصها واختبارها، ثم يَنْطلق الباحث من مسلمات أو افتراضات معينة، ثم يَشْرع في تحرير البحث، والاطلاع على المصادر والمراجع والمظان المختلفة التي يتوقع الباحث أن يجد فيها ما يعينه على بحثه.
ولا بد للباحث من أن يراعي الكثير من الأمور خلال إعداده للبحث، ومن تلك الأمور: أن يحرص على التوثيق للنقولات والاقتباسات التي يدونها في بحثه، بحيث يعزو القول إلى قائله، وهذه هي الأمانة العلمية التي يجب أن يتحلى بها الباحث، ولكن الكثير من الباحثين لا يراعون هذه النقطة، فيفقدون مصداقيتهم، ويفقدون ثقة القراء بأبحاثهم.
ويجب على الباحث أن يقوم بإعداد قائمة أو فهرس في نهاية البحث، بحيث يجمع فيه كل المصادر والمراجع التي نقل واقتبس منها في بحثه، فلا يجوز له أن يترك شيئاً منها من دون تدوين في هذا الفهرس، وعلى الباحث أن يحرص جيداً، وأن يراجع بحثه بحيث يتأكد أنه لم يترك منها شيئاً.
إن لفهرس المصادر والمراجع أهمية وغرض مفيد، فمن المعروف بأن الفهارس بشكل عام هي مفاتيح البحث، وفهرس المصادر والمراجع هو أحد هذه المفاتيح المهمة التي لا يجوز أن يغفل الباحث عن إعدادها. فالكثير من القراء يودون أن يطلعوا على المصادر والمراجع التي رجع إليها الباحث واقتبس منها، وذلك حتى يرجعوا إليها ويتوسعوا أكثر في إحدى النقاط أو المواضيع التي لاحظوها في البحث، فإذا لم يكن هذا الفهرس موجوداً، فسيصعب عليهم الأمر، فالتوثيق الذي يوثقه الباحث في بحثه لا يكفي، فهي لا يحتوي على كل المعلومات المهمة عن المرجع. كما أن البعض من الباحثين يلجئون إلى أبحاث غيرهم للاطلاع على قائمة المصادر والمراجع، والتعرف من خلالها على مختلف المصادر والمراجع التي قد تفيدهم في الأبحاث التي هم بصددها. وهنا يتبين معنا أهمية هذا الفهرس.
وحتى تتحقق الفائدة المرجوة من فهرس المصادر والمراجع، فإن من الواجب على الباحث أن يقوم بإعداده وترتيبه بطريقة جيدة، ومن أشهر الطرق المستعملة في ترتيب هذا الفهرس: الترتيب الألفبائي. كما أن المرجع الذي يتم تدوينه في القائمة، لا بد أن يحتوي على جملة من المعلومات التي تخص ذلك المرجع، وتسهل على القارئ الرجوع إليها، وهذه المعلومات هي:
المقالات المتعلقة بكيفية ترتيب المصادر والمراجع في البحث